208 - ومن دعاء كان يدعو به # كثيرا
  قوله لك الحجة علي ولا حجة لي لأن الله سبحانه قد كلفه بعد تمكينه وإقداره وإعلامه قبح القبيح ووجوب الواجب وترديد دواعيه إلى الفعل وتركه وهذه حجة الله تعالى على عباده ولا حجة للعباد عليه لأنه ما كلفهم إلا بما يطيقونه ولا كان لهم لطف في أمر إلا وفعله.
  قوله لا أستطيع أن آخذ إلا ما أعطيتني ولا أتقي إلا ما وقيتني أي لا أستطيع أن أرزق نفسي أمرا ولكنك الرزاق ولا أدفع عن نفسي محذورا من المرض والموت إلا ما دفعته أنت عني.
  وقال الشاعر:
  لعمرك ما يدرى الفتى كيف يتقي ... نوائب هذا الدهر أم كيف يحذر
  يرى الشيء مما يتقى فيخافه ... وما لا يرى مما يقي الله أكثر
  وقال عبد الله بن سليمان بن وهب ... كفاية الله أجدى من توقينا
  وعادة الله في الأعداء تكفينا ... كاد الأعادي فما أبقوا ولا تركوا
  عيبا وطعنا وتقبيحا وتهجينا ... ولم نزد نحن في سر وفي علن
  على مقالتنا الله يكفينا ... وكان ذاك ورد الله حاسدنا
  بغيظه لم ينل مأموله فينا
  قوله # أن أفتقر في غناك موضع الجار والمجرور نصب على الحال وفي متعلقة بمحذوف والمعنى أن أفتقر وأنت الموصوف بالغنى الفائض على الخلق.
  وكذلك قوله أو أضل في هداك معناه أو أضل وأنت ذو الهداية العامة للبشر كافة وكذلك أو أضام في سلطانك كما يقول المستغيث إلى السلطان كيف أظلم في عدلك.