شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

211 - ومن كلام له #

صفحة 119 - الجزء 11

  وأنت ادعيت الإجماع فقال إن الإجماع قد سبق هذا القائل وكل قول قد سبقه الإجماع لا يعتد به.

  فلما خرجت من عند النقيب أبي جعفر بحثت في ذلك اليوم في هذا الموضوع مع أحمد بن جعفر الواسطي | وكان ذا فضل وعقل وكان إمامي المذهب فقال لي صدق النقيب فيما قال ألست تعلم أن أصحابكم المعتزلة على قولين أحدهما أن أكثر المسلمين ثوابا أبو بكر والآخر أن أكثرهم ثوابا علي وأصحابنا يقولون إن أكثر المسلمين ثوابا علي وكذلك الزيدية وأما الأشعرية والكرامية وأهل الحديث فيقولون أكثر المسلمين ثوابا أبو بكر فقد خلص من مجموع هذه الأقوال أن ثواب حمزة وجعفر دون ثواب علي # أما على قول الإمامية والزيدية والبغداديين كافة وكثير من البصريين من المعتزلة فالأمر ظاهر وأما الباقون فعندهم أن أكثر المسلمين ثوابا أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ولم يذهب ذاهب إلى أن ثواب حمزة وجعفر أكثر من ثواب علي من جميع الفرق فقد ثبت الإجماع الذي ذكره النقيب إذا فسرنا الأفضلية بالأكثرية ثوابا وهو التفسير الذي يقع الحجاج والجدال في إثباته لأحد الرجلين وأما إذا فسرنا الأفضلية بزيادة المناقب والخصائص وكثرة النصوص الدالة على التعظيم فمعلوم أن أحدا من الناس لا يقارب عليا # في ذلك لا جعفر ولا حمزة ولا غيرهما.

  ثم وقع بيدي بعد ذلك كتاب لشيخنا أبي جعفر الإسكافي ذكر فيه أن مذهب بشر بن المعتمر وأبي موسى وجعفر بن مبشر وسائر قدماء البغداديين أن أفضل المسلمين علي بن أبي طالب ثم ابنه الحسن ثم ابنه الحسين ثم حمزة بن عبد المطلب ثم جعفر بن أبي طالب ثم أبو بكر بن أبي قحافة ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان