شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

213 - ومن كلام له # لما مر بطلحة بن عبيد الله وعبد الرحمن بن عتاب بن أسيد وهما قتيلان يوم الجمل

صفحة 124 - الجزء 11

  الفتى يا أمير المؤمنين منذ اليوم قال إنه قام عني وعنه نسوة لم يقمن عنك وعبد الرحمن هذا هو الذي احتملت العقاب كفه يوم الجمل وفيها خاتمه فألقتها باليمامة فعرفت بخاتمه وعلم أهل اليمامة بالوقعة.

  ورأيت في شرح نهج البلاغة للقطب الراوندي في هذا الفصل عجائب وطرائف فأحببت أن أوردها هاهنا منها أنه قال في تفسير قوله # أدركت وترى من بني عبد مناف قال يعني طلحة والزبير كانا من بني عبد مناف وهذا غلط قبيح لأن طلحة من تيم بن مرة والزبير من أسد بن عبد العزى بن قصي وليس أحد منهما من بني عبد مناف وولد عبد مناف أربعة هاشم وعبد شمس ونوفل وعبد المطلب فكل من لم يكن من ولد هؤلاء الأربعة فليس من ولد عبد مناف.

  ومنها أنه قال إن مروان بن الحكم من بني جمح ولقد كان هذا الفقيه | بعيدا عن معرفة الأنساب مروان من بني أمية بن عبد شمس وبنو جمح من بني هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب واسم جمح تيم بن عمرو بن هصيص وأخوه سهم بن عمرو بن هصيص رهط عمرو بن العاص فأين هؤلاء وأين مروان بن الحكم.

  ومنها أنه قال وأفلتتني أغيار بني جمح بالغين المعجمة قال هو جمع غير الذي بمعنى سوى وهذا لم يرو ولا مثله مما يتكلم به أمير المؤمنين لركته وبعده عن طريقته فإنه يكون قد عدل عن أن يقول ولم يفلتني إلا بنو جمح إلى مثل هذه العبارة الركيكة المتعسفة