شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

214 - ومن كلام له #

صفحة 128 - الجزء 11

  وقال عثمان المغربي الصوفي من ظن أنه يفتح عليه شيء من هذه الطريقة أو يكشف له عن سر من أسرارها من غير لزوم المجاهدة فهو غالط.

  وقال أبو علي الدقاق من لم يكن في بدايته قومة لم يكن في نهايته جلسة.

  ومن كلامهم الحركة بركة حركات الظواهر توجب بركات السرائر.

  ومن كلامهم من زين ظاهره بالمجاهدة حسن الله سرائره بالمشاهدة.

  وقال الحسن الفرازيني هذا الأمر على ثلاثة أشياء ألا تأكل إلا عند الفاقة ولا تنام إلا عند الغلبة ولا تتكلم إلا عند الضرورة.

  وقال إبراهيم بن أدهم لن ينال الرجل درجة الصالحين حتى يغلق عن نفسه باب النعمة ويفتح عليها باب الشدة.

  ومن كلامهم من كرمت عليه نفسه هان عليه دينه.

  وقال أبو علي الروذباري إذا قال الصوفي بعد خمسة أيام أنا جائع فألزموه السوق ومروه بالكسب.

  وقال حبيب بن أوس أبو تمام وهو يقصد غير ما نحن فيه ولكنه يصلح أن يستعمل فيما نحن فيه:

  خذي عبرات عينك عن زماعي ... وصوني ما أزلت من القناع

  أقلي قد أضاق بكاك ذرعي ... وما ضاقت بنازله ذراعي

  أآلفة النحيب كم افتراق ... أظل فكان داعية اجتماع