214 - ومن كلام له #
  وقال يحيى بن معاذ لو أن الجوع يباع في السوق لما كان ينبغي لطلاب الآخرة إذا دخلوا السوق أن يشتروا غيره.
  وقال سهل بن عبد الله لما خلق الله الدنيا جعل في الشبع المعصية والجهل وجعل في الجوع الطاعة والحكمة.
  وقال يحيى بن معاذ الجوع للمريدين رياضة وللتائبين تجربة وللزهاد سياسة وللعارفين تكرمة.
  وقال أبو سلمان الداراني مفتاح الدنيا الشبع ومفتاح الآخرة الجوع.
  وقال بعضهم أدب الجوع ألا ينقص من عادتك إلا مثل أذن السنور هكذا على التدريج حتى تصل إلى ما تريد.
  ويقال إن أبا تراب النخشبي خرج من البصرة إلى مكة فوصل إليها على أكلتين أكلة بالنباج وأكلة بذات عرق.
  قالوا وكان سهل بن عبد الله التستري إذا جاع قوي وإذا أكل ضعف.
  وكان منهم من يأكل كل أربعين يوما أكلة واحدة ومنهم من يأكل كل ثمانين يوما أكلة واحدة.
  قالوا واشتهى أبو الخير العسقلاني السمك سنين كثيرة ثم تهيأ له أكله من وجه حلال فلما مد يده ليأكل أصابت إصبعه شوكة من شوك السمك فقام وترك الأكل وقال يا رب هذا لمن مد يده بشهوة إلى الحلال فكيف بمن مد يده بشهوة إلى الحرام.
  وفي الكتاب العزيز وَأَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى اَلنَّفْسَ عَنِ اَلْهَوى فَإِنَّ اَلْجَنَّةَ هِيَ اَلْمَأْوى فالجملة الأولى هي التقوى والثانية هي المجاهدة.