شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

بسر بن أرطاة ونسبه

صفحة 340 - الجزء 1

  فقال: أتدرون لماذا جئت؟ قالوا: لا قال، إني أقسم بالله إن لم تتركوا شيخكم يموت على فراشه لا أعطيكم إلا هذا السيف، ثم قام فخرج.

  فقال علي # لقد كنت أحسب أن عند هذا شيئا، فقال له طلحة: وأي شيء يكون عنده أعظم مما قال قاتله الله لقد رمى الغرض فأصاب والله ما سمعت يا أبا الحسن، كلمة هي أملأ لصدرك منها.

  ومعاوية مطعون في دينه عند شيوخنا رحمهم الله يرمى بالزندقة، وقد ذكرنا في نقض السفيانية على شيخنا أبي عثمان الجاحظ ما رواه أصحابنا في كتبهم الكلامية عنه من الإلحاد والتعرض لرسول الله ÷، وما تظاهر به من الجبر، والإرجاء، ولو لم يكن شيء من ذلك لكان في محاربته الإمام ما يكفي في فساد حاله لا سيما على قواعد أصحابنا وكونهم بالكبيرة الواحدة يقطعون على المصير إلى النار والخلود فيها إن لم تكفرها التوبة.

بسر بن أرطاة ونسبه

  وأما بسر بن أرطاة فهو بسر بن أرطاة، وقيل ابن أبي أرطاة، بن عويمر، بن عمران، بن الحليس، بن سيار، بن نزار، بن معيص، بن عامر، بن لؤي، بن غالب، بن فهر، بن مالك، بن النضر، بن كنانة.

  بعثه معاوية إلى اليمن في جيش كثيف، وأمره أن يقتل كل من كان في طاعة علي #، فقتل خلقا كثيرا وقتل فيمن قتل ابني عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب، وكانا غلامين صغيرين، فقالت أمهما ترثيهما:

  يا من أحس بنيي اللذين هما ... كالدرتين تشظى عنهما الصدف

  في أبيات مشهورة