قلم أصاب من الدواة مدادها
  خالصا فكان تأثير قوله في النفوس أعظم وسريان موعظته في القلوب أبلغ ثم نعود إلى تفسير الفصل فالبرزخ الحاجز بين الشيئين والبرزخ ما بين الدنيا والآخرة من وقت الموت إلى البعث فيجوز أن يكون البرزخ في هذا الموضع القبر لأنه حاجز بين الميت وبين أهل الدنيا كالحائط المبني بين اثنين فإنه برزخ بينهما ويجوز أن يريد به الوقت الذي بين حال الموت إلى حال النشور والأول أقرب إلى مراده # لأنه قال في بطون البرزخ ولفظة البطون تدل على التفسير الأول ولفظتا أكلت الأرض من لحومهم وشربت من دمائهم مستعارتان.
  والفجوات جمع فجوة وهي الفرجة المتسعة بين الشيئين قال سبحانه وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ وقد تفاجى الشيء إذا صارت له فجوة.
  وجمادا لا ينمون أي خرجوا عن صورة الحيوانية إلى صورة الجماد الذي لا ينمي ولا يزيد ويروى لا ينمون بتشديد الميم من النميمة وهي الهمس والحركة ومنه قولهم أسكت الله نامته في قول من شدد ولم يهمز.
  وضمارا يقال لكل ما لا يرجى من الدين والوعد وكل ما لا تكون منه على ثقة ضمار.
  ثم ذكر أن الأهوال الحادثة في الدنيا لا تفزعهم وأن تنكر الأحوال بهم وبأهل الدنيا لا يحزنهم ويروى تحزنهم على أن الماضي رباعي.
  ومثله قوله لا يحفلون بالرواجف أي لا يكترثون بالزلازل.