شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

بيان أحوال العارفين

صفحة 229 - الجزء 11

  وقال أبو حاتم الأعرج لأن أحرم الدعاء أشد علي من أن أحرم الإجابة.

  وقال قوم بل السكوت والخمود تحت جريان الحكم والرضا بما سبق من اختيار الحكيم العالم بالمصالح أولى ولهذا قال الواسطي اختيار ما جرى لك في الأزل خير لك من معارضة الوقت.

  وقال النبي ÷ إخبارا عن الله تعالى من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين.

  وقال قوم يجب أن يكون العبد صاحب دعاء بلسانه وصاحب رضا بقلبه ليأتي بالأمرين جميعا.

  وقال قوم إن الأوقات تختلف ففي بعض الأحوال يكون الدعاء أفضل من السكوت وفي بعض الأحوال يكون بالعكس وإنما يعرف هذا في الوقت لأن علم الوقت يحصل في الوقت فإذا وجد في قلبه الإشارة إلى الدعاء فالدعاء أولى وإن وجد بقلبه الإشارة إلى السكوت فالسكوت له أتم وأولى.

  وجاء في الخبر أن الله يبغض العبد فيسرع إجابته بغضا لسماع صوته وأنه يحب العبد فيؤخر إجابته حبا لسماع صوته.

  ومن أدب الدعاء حضور القلب فقد روي عنه ÷ أن الله لا يستجيب دعاء قلب لاه.

  ومن شروط الإجابة طيب الطعمة وحل المكسب قال ÷ لسعد بن أبي وقاص أطب كسبك تستجب دعوتك.