ومنها الفقر وهو شعار الصالحين
  ومنها الأدب قالوا في تفسير قوله تعالى ما {زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى ١٧}[النجم: ١٧] حفظ أدب الحضرة.
  قيل إنه # لم يمد نظره فوق المقام الذي أوصل إليه ليلة شاهد السدرة وهي أقصى ما يمكن أن ينتهي إليه البشريون.
  وفي الحديث المرفوع أدبني ربي فأحسن تأديبي وقيل إن الجنيد لم يمد رجله في الخلوة عشرين سنة وكان يقول الأدب مع الله أولى من الأدب مع الخلق.
  وقال أبو علي الدقاق من صاحب الملوك بغير أدب أسلمه الجهل إلى القتل.
  ومن كلامه # ترك الأدب يوجب الطرد فمن أساء الأدب على البساط رد إلى الباب ومن أساء الأدب على الباب رد إلى ساحة الدواب.
  وقال عبد الله بن المبارك قد أكثر الناس في الأدب وعندي أن الأدب معرفة الإنسان بنفسه.
  وقال الثوري من لم يتأدب للوقت فوقته مقت.
  وقال أبو علي الدقاق في قوله تعالى حكاية عن أيوب {إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ٨٣}[الأنبياء: ٨٣] قال لم يقل فارحمني لأنه حفظ آداب الخطاب وكذلك قال في قول عيسى {إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ}[المائدة: ١١٦] قال لم يقل لم أقل رعاية لأدب الحضرة.