شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

218 - ومن كلام له # قاله عند تلاوته

صفحة 242 - الجزء 11

  جفنيها على الآخر وانتصاب مطرف هاهنا على الظرفية كقولك وردت مقدم الحاج أي وقت قدومهم.

  قوله متوازيين في القدرة أي متساويين وروي متوازنين بالنون.

  والعظات جمع عظة وهو منصوب على نزع الخافض أي كاشفتك بالعظات وروي العظات بالرفع على أنه فاعل وروي كاشفتك الغطاء.

  وآذنتك أي أعلمتك.

  وعلى سواء أي على عدل وإنصاف وهذا من الألفاظ القرآنية.

  والراجفة الصيحة الأولى وحقت بجلائلها القيامة أي بأمورها العظام والمنسك الموضع الذي تذبح فيه النسائك وهي ذبائح القربان ويجوز فتح السين وقد قرئ بهما في قوله تعالى {لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا}⁣[الحج: ٦٧].

  فإن قلت إذا كان يلحق بكل معبود عبدته فالنصارى إذن تلحق بعيسى والغلاة من المسلمين بعلي وكذلك الملائكة فما القول في ذلك.

  قلت لا ضرر في التحاق هؤلاء بمعبوديهم ومعنى الالتحاق أن يؤمر الأتباع في الموقف بالتحيز إلى الجهة التي فيها الرؤساء ثم يقال للرؤساء أهؤلاء أتباعكم وعبدتكم فحينئذ يتبرءون منهم فينجو الرؤساء وتهلك الأتباع كما قال سبحانه {أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ٤٠ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ ٤١}⁣[سبأ: ٤٠ - ٤١] أي إنما كانوا يطيعون الشياطين المضلة لهم فعبادتهم في