218 - ومن كلام له # قاله عند تلاوته
  الحقيقة للشياطين لا لنا وإنهم ما أطاعونا ولو أطاعونا لكانوا مهتدين وإنما أطاعوا شياطينهم.
  ولا حاجة في هذا الجواب إلى أن يقال ما قيل في قوله تعالى {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ}[الأنبياء: ٩٨] من تخصيص العموم بالآية الأخرى وهي قوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ ١٠١}[الأنبياء: ١٠١].
  فإن قلت فما قولك في اعتراض ابن الزبعري على الآية هل هو وارد.
  قلت لا لأنه قال تعالى {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ}[الأنبياء: ٩٨] وما لما لا يعقل فلا يرد عليه الاعتراض بالمسيح والملائكة والذي قاله المفسرون من تخصيص العموم بالآية الثانية تكلف غير محتاج إليه.
  فإن قلت فما الفائدة في أن قرن القوم بأصنامهم في النار وأي معنى لذلك في زيادة التعذيب والسخط.
  قلت لأن النظر إلى وجه العدو باب من أبواب العذاب وإنما أصاب هؤلاء ما أصابهم بسبب الأصنام التي ضلوا بها فكلما رأوها معهم زاد غمهم وحسرتهم.
  وأيضا فإنهم قدروا أن يستشفعوا بها في الآخرة فإذا صادفوا الأمر على عكس ذلك لم يكن شيء أبغض إليهم منها.
  قوله فلم يجر قد اختلف الرواة في هذه اللفظة فرواها قوم فلم يجر وهو مضارع جرى يجري تقول ما الذي جرى للقوم فيقول من سألته قدم الأمير من السفر فيكون المعنى على هذا فلم يكن ولم يتجدد في ديوان حسابه ذلك اليوم صغير ولا حقير إلا بالحق والإنصاف وهذا مثل قوله تعالى {لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ