شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

219 - ومن كلام له #

صفحة 246 - الجزء 11

  مَا فَعَلْتُهُ وَإِنَّ دُنْيَاكُمْ عِنْدِي لَأَهْوَنُ مِنْ وَرَقَةٍ فِي فَمِ جَرَادَةٍ تَقْضَمُهَا مَا لِعَلِيٍّ وَلِنَعِيمٍ يَفْنَى وَلَذَّةٍ لاَ تَبْقَى نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ سُبَاتِ اَلْعَقْلِ وَقُبْحِ اَلزَّلَلِ وَبِهِ نَسْتَعِينُ السعدان نبت ذو شوك يقال له حسك السعدان وحسكة السعدان وتشبه به حلمة الثدي فيقال سعدانة الثندوة وهذا النبت من أفضل مراعي الإبل وفي المثل مرعى ولا كالسعدان ونونه زائدة لأنه ليس في الكلام فعلال غير مضاعف إلا خزعال وهو ظلع يلحق الناقة وقهقار وهو الحجر الصلب وقسطال وهو الغبار.

  والمسهد الممنوع النوم وهو السهاد.

  والأغلال القيود والمصفد المقيد والحطام عروض الدنيا ومتاعها شبه لزواله وسرعة فنائه بما يتحطم من العيدان ويتكسر.

  ثم قال كيف أظلم الناس لأجل نفس تموت سريعا يعني نفسه #.

  فإن قلت أليس قوله عن نفس يسرع إلى البلى قفولها يشعر بمذهب من قال بقدم الأنفس لأن القفول الرجوع ولا يقال في مذهبه للمسافرة قافلة إلا إذا كانت راجعة.

  قلت لا حاجة إلى القول بقدم الأنفس محافظة على هذه اللفظة وذلك لأن النفس إذا كانت حادثة فقد كان أصلها العدم فإذا مات الإنسان عدمت نفسه فرجعت إلى العدم الأصلي وهو المعبر عنه بالبلى.