شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

أدعية فصيحة من كلام أبي حيان التوحيدي

صفحة 269 - الجزء 11

أدعية فصيحة من كلام أبي حيان التوحيدي

  ومن الدعوات الفصيحة المستحسنة فصول من كلام أبي حيان التوحيدي نقلتها.

  فمنها اللهم إني أبرأ من الثقة إلا بك ومن الأمل إلا فيك ومن التسليم إلا لك ومن التفويض إلا إليك ومن التوكل إلا عليك ومن الطلب إلا منك ومن الرضا إلا عنك ومن الذل إلا في طاعتك ومن الصبر إلا على بلائك وأسألك أن تجعل الإخلاص قرين عقيدتي والشكر على نعمك شعاري ودثاري والنظر إلى ملكوتك دأبي وديدني والانقياد لك شأني وشغلي والخوف منك أمني وإيماني واللياذ بذكرك بهجتي وسروري.

  اللهم تتابع برك واتصل خيرك وعظم رفدك وتناهى إحسانك وصدق وعدك وبر قسمك وعمت فواضلك وتمت نوافلك ولم تبق حاجة إلا وقد قضيتها أو تكلفت بقضائها فاختم ذلك كله بالرضا والمغفرة إنك أهل ذلك والقادر عليه والملي به.

  ومنها اللهم إني أسألك خفايا لطفك وفواتح توفيقك ومألوف برك وعوائد إحسانك وجاه المقدسين من ملائكتك ومنزلة المصطفين من رسلك ومكاثرة الأولياء من خلقك وعاقبة المتقين من عبادك.

  وأسألك القناعة برزقك والرضا بحكمك والنزاهة عن محظورك والورع في شبهاتك والقيام بحجتك والاعتبار بما أبديت والتسليم لما أخفيت والإقبال على ما أمرت والوقوف عما زجرت حتى أتخذ الحق حجة عند ما خف وثقل والصدق سنة فيما عسر وسهل وحتى أرى أن شعار الزهد أعز شعار ومنظر الباطل أشوه منظر