شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

أدعية فصيحة من كلام أبي حيان التوحيدي

صفحة 270 - الجزء 11

  فأتبختر في ملكوتك بفضفاض الرداء بالدعاء إليك وأبلغ الغاية القصوى بين خلقك بالثناء عليك.

  ومنها اللهم إليك أرفع عجري وبجري وبك أستعين في عسري ويسري وإياك أدعو رغبا ورهبا فإنك العالم بتسويل النفس وفتنة الشيطان وزينة الهوى وصرف الدهر وتلون الصديق وبائقة الثقة وقنوط القلب وضعف المنة وسوء الجزع.

  فقني اللهم ذلك كله واجمع من أمري شمله وانظم من شأني شتيته واحرسني عند الغنى من البطر وعند الفقر من الضجر وعند الكفاية من الغفلة وعند الحاجة من الحسرة وعند الراحة من الفسولة وعند الطلب من الخيبة وعند المنازلة من الطغيان وعند البحث من الاعتراض عليك وعند التسليم من التهمة لك.

  وأسألك أن تجعل صدري خزانة توحيدك ولساني مفتاح تمجيدك وجوارحي خدم طاعتك فإنه لا عز إلا في الذل لك ولا غنى إلا في الفقر إليك ولا أمن إلا في الخوف منك ولا قرار إلى في القلق نحوك ولا روح إلا في الكرب لوجهك ولا ثقة إلا في تهمة خلقك ولا راحة إلا في الرضا بقسمك ولا عيش إلا في جوار المقربين عندك.

  ومنها اللهم ببرهانك الصادع وبنور وجهك الساطع صل على محمد نبيك نبي الرحمة وقائد الأمة وإمام الأئمة واحرس علي إيماني بك بالتسليم لك وخفف عني مئونة الصبر على امتحانك وواصل لي أسباب المزيد عند الشكر على نعمتك واجعل بقية عمري في غنى عن خلقك ورضا بالمقدم من رزقك.