شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

تتمة الخطب والأوامر

صفحة 4 - الجزء 2

  لمقاربون وإن قاتلناهم لا نعلم على من تكون الدائرة فهلم لنكتب إلى أمير المؤمنين # بخبرهم وقدحهم وبمنزلهم الذي هم به.

  فكتبا إلى أمير المؤمنين # أما بعد فإنا نخبر أمير المؤمنين أن شيعة عثمان وثبوا بنا وأظهروا أن معاوية قد شيد أمره واتسق له أكثر الناس وأنا سرنا إليهم بشيعة أمير المؤمنين ومن كان على طاعته وأن ذلك أحمشهم وألبهم فعبئوا لنا وتداعوا علينا من كل أوب ونصرهم علينا من لم يكن له رأي فيهم إرادة أن يمنع حق الله المفروض عليه وليس يمنعنا من مناجزتهم إلا انتظار أمر أمير المؤمنين أدام الله عزه وأيده وقضى له بالأقدار الصالحة في جميع أموره والسلام.

  فلما وصل كتابهما ساء عليا # وأغضبه وكتب إليهما من علي أمير المؤمنين إلى عبيد الله بن العباس وسعيد بن نمران سلام الله عليكما فإني أحمد إليكما الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فإنه أتاني كتابكما تذكران فيه خروج هذه الخارجة وتعظمان من شأنها صغيرا وتكثران من عددها قليلا وقد علمت أن نخب أفئدتكما وصغر أنفسكما وشتات رأيكما وسوء تدبيركما هو الذي أفسد عليكما من لم يكن عليكما فاسدا وجزأ عليكما من كان عن لقائكما جبانا فإذا قدم رسولي عليكما فامضيا إلى القوم حتى تقرءا عليهم كتابي إليهم وتدعواهم إلى حظهم وتقوى ربهم فإن أجابوا حمدنا الله وقبلناهم وإن حاربوا استعنا بالله عليهم ونابذناهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين.

  قالوا وقال علي # ليزيد بن قيس الأرحبي ألا ترى إلى ما صنع قومك