شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

أدعية فصيحة من كلام أبي حيان التوحيدي

صفحة 272 - الجزء 11

  والرحمن الرءوف والحنان العطوف والمنان اللطيف مالك الذوائب والنواصي وحافظ الأداني والأقاصي ومصرف المطيع والعاصي.

  اللهم أنت الظاهر الذي لا يجحدك جاحد إلا زايلته الطمأنينة وأسلمه اليأس وأوحشه القنوط ورحلت عنه العصمة وتردد بين رجاء قد نأى عنه التوفيق وأمل قد حفت به الخيبة وطمع يحوم على أرجاء التكذيب وسر قد أطاف به الشقاء وعلانية قد أناف عليها البلاء موهون المنة منسوخ العقدة مسلوب العدة تشنؤه العين وتقليه النفس عقله عقل طائر ولبه لب حائر وحكمه حكم جائر لا يروم قرارا إلا أزعج عنه ولا يستفتح بابا إلا أرتج دونه ولا يقتبس ضرما إلا أجج عليه عثرته موصولة بالعثرة وحسرته مقرونة إلى حسرة إن سمع زيف وإن قال حرف وإن قضى خرف وإن احتج زخرف ولو فاء إلى الحق لوجد ظله ظليلا وأصاب تحته مثوى ومقيلا وأنت الباطن الذي لا يرومك رائم ولا يحوم على حقيقتك حائم إلا غشيه من نور إلهيتك وعز سلطانك وعجيب قدرتك وباهر برهانك وغرائب غيوبك وخفي شأنك ومخوف سطوتك ومرجو إحسانك ما يرده خاسئا من مزحزحه عن الغاية خجلا مبهورا ويرده إلى عجزه ملتحفا بالندم مرتديا بالاستكانة راجعا إلى الصغار موقوفا مع الذلة فظاهرك يدعو إليك بلسان الاضطرار وباطنك يحير فيك لسعة قضاء الاعتبار وفعلك يدل عليك الأسماع والأبصار وحكمتك تعجب منك الألباب والأسرار لك السلطان والملكة وبيدك النجاة والهلكة فإليك المفر ومعك المقر ومنك صنوف الإحسان والبر أسألك بأصح سر وأكرم لفظ وأفصح لغة وأتم إخلاص وأشرف همة وأفضل نية وأطهر عقيدة وأثبت يقين أن تصد عني