بعث معاوية بسر بن أرطاة إلى الحجاز واليمن
  فقال إن ظني يا أمير المؤمنين بقومي لحسن في طاعتك فإن شئت خرجت إليهم فكفيتهم وإن شئت كتبت إليهم فتنظر ما يجيبونك فكتب علي # إليهم من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى من شاق وغدر من أهل الجند وصنعاء أما بعد فإني أحمد الله الذي لا إله إلا هو الذي لا يعقب له حكم ولا يرد له قضاء ولا يرد بأسه عن القوم المجرمين وقد بلغني تجرؤكم وشقاقكم وإعراضكم عن دينكم بعد الطاعة وإعطاء البيعة فسألت أهل الدين الخالص والورع الصادق واللب الراجح عن بدء محرككم وما نويتم به وما أحمشكم له فحدثت عن ذلك بما لم أر لكم في شيء منه عذرا مبينا ولا مقالا جميلا ولا حجة ظاهرة فإذا أتاكم رسولي فتفرقوا وانصرفوا إلى رحالكم أعف عنكم وأصفح عن جاهلكم وأحفظ قاصيكم وأعمل فيكم بحكم الكتاب فإن لم تفعلوا فاستعدوا لقدوم جيش جم الفرسان عظيم الأركان يقصد لمن طغى وعصى فتطحنوا كطحن الرحى فمن أحسن فلنفسه ومَنْ أَساءَ فَعَلَيْها وما رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ.
  ووجه الكتاب مع رجل من همدان فقدم عليهم بالكتاب فلم يجيبوه إلى خير فقال لهم إني تركت أمير المؤمنين يريد أن يوجه إليكم يزيد بن قيس الأرحبي في جيش كثيف فلم يمنعه إلا انتظار جوابكم فقالوا نحن سامعون مطيعون إن عزل عنا هذين الرجلين عبيد الله وسعيدا.
  فرجع الهمداني من عندهم إلى علي # فأخبره خبر القوم.
  قالوا وكتبت تلك العصابة حين جاءها كتاب علي # إلى معاوية يخبرونه وكتبوا في كتابهم:
  معاوي إلا تسرع السير نحونا ... نبايع عليا أو يزيد اليمانيا