شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

بعث معاوية بسر بن أرطاة إلى الحجاز واليمن

صفحة 17 - الجزء 2

  رئيس اليمامة فلما وصل بسر إلى معاوية قال يا أمير المؤمنين هذا ابن مجاعة قد أتيتك به فاقتله فقال معاوية تركته لم تقتله ثم جئتني به فقلت اقتله لا لعمري لا أقتله ثم بايعه ووصله وأعاده إلى قومه.

  وقال بسر أحمد الله يا أمير المؤمنين أني سرت في هذا الجيش أقتل عدوك ذاهبا جائيا لم ينكب رجل منهم نكبة فقال معاوية الله قد فعل ذلك لا أنت.

  وكان الذي قتل بسر في وجهه ذلك ثلاثين ألفا وحرق قوما بالنار فقال يزيد بن مفرغ:

  تعلق من أسماء ما قد تعلقا ... ومثل الذي لاقى من الشوق أرقا

  سقى هزم الأرعاد منبعج الكلى ... منازلها من مسرقان فسرقا

  إلى الشرف الأعلى إلى رامهرمز ... إلى قريات الشيخ من نهر أربقا

  إلى دشت بارين إلى الشط كله ... إلى مجمع السلان من بطن دورقا

  إلى حيث يرفا من دجيل سفينه ... إلى مجمع النهرين حيث تفرقا

  إلى حيث سار المرء بسر بجيشه ... فقتل بسر ما استطاع وحرقا

  وروى أبو الحسن المدائني قال اجتمع عبيد الله بن العباس وبسر بن أرطاة يوما عند معاوية بعد صلح الحسن # فقال له ابن عباس أنت أمرت اللعين السيئ الفدم أن يقتل ابني فقال ما أمرته بذلك ولوددت أنه لم يكن قتلهما فغضب بسر ونزع سيفه فألقاه وقال لمعاوية اقبض سيفك قلدتنيه وأمرتني أن أخبط به الناس ففعلت حتى إذا بلغت ما أردت قلت لم أهو ولم آمر فقال خذ سيفك إليك فلعمري