26 - ومن خطبة له #
٢٦ - ومن خطبة له #
  إِنَّ اَللَّهَ تَعَالَى بَعَثَ مُحَمَّداً ÷ نَذِيراً لِلْعَالَمِينَ وأَمِيناً عَلَى اَلتَّنْزِيلِ وأَنْتُمْ مَعْشَرَ اَلْعَرَبِ عَلَى شَرِّ دِينٍ وفِي شَرِّ دَارٍ مُنِيخُونَ بَيْنَ حِجَارَةٍ خُشْنٍ وحَيَّاتٍ صُمٍّ تَشْرَبُونَ اَلْكَدِرَ وتَأْكُلُونَ اَلْجَشِبَ وتَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وتَقْطَعُونَ أَرْحَامَكُمْ اَلْأَصْنَامُ فِيكُمْ مَنْصُوبَةٌ واَلآْثَامُ بِكُمْ مَعْصُوبَةٌ يجوز أن يعني بقوله بين حجارة خشن وحيات صم الحقيقة لا المجاز وذلك أن البادية بالحجاز ونجد وتهامة وغيرها من أرض العرب ذات حيات وحجارة خشن وقد يعني بالحجارة الخشن الجبال أيضا أو الأصنام فيكون داخلا في قسم الحقيقة إذا فرضناه مرادا ويكون المعني بذلك وصف ما كانوا عليه من البؤس وشظف العيشة وسوء الاختيار في العبادة فأبدلهم الله تعالى بذلك الريف ولين المهاد وعبادة من يستحق العبادة.
  ويجوز أن يعني به المجاز وهو الأحسن يقال للأعداء حيات والحية الصماء أدهى من التي ليست بصماء لأنها لا تنزجر بالصوت ويقال للعدو أيضا إنه لحجر خشن المس إذا كان ألد الخصام.
  والجشب من الطعام الغليظ الخشن.