شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

حديث السقيفة

صفحة 21 - الجزء 2

  الكظم بفتح الظاء مخرج النفس والجمع أكظام وضننت بالكسر بخلت وأغضيت على كذا غضضت طرفي والشجا ما يعترض في الحلق.

حديث السقيفة

  اختلفت الروايات في قصة السقيفة فالذي تقوله الشيعة وقد قال قوم من المحدثين بعضه ورووا كثيرا منه أن عليا # امتنع من البيعة حتى أخرج كرها وأن الزبير بن العوام امتنع من البيعة وقال لا أبايع إلا عليا # وكذلك أبو سفيان بن حرب وخالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس والعباس بن عبد المطلب وبنوه وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وجميع بني هاشم وقالوا إن الزبير شهر سيفه فلما جاء عمر ومعه جماعة من الأنصار وغيرهم قال في جملة ما قال خذوا سيف هذا فاضربوا به الحجر ويقال إنه أخذ السيف من يد الزبير فضرب به حجرا فكسره وساقهم كلهم بين يديه إلى أبي بكر فحملهم على بيعته ولم يتخلف إلا علي # وحده فإنه اعتصم ببيت فاطمة # فتحاموا إخراجه منه قسرا وقامت فاطمة # إلى باب البيت فأسمعت من جاء يطلبه فتفرقوا وعلموا أنه بمفرده لا يضر شيئا فتركوه.

  وقيل إنهم أخرجوه فيمن أخرج وحمل إلى أبي بكر فبايعه وقد روى أبو جعفر محمد بن جرير الطبري كثيرا من هذا.

  فأما حديث التحريق وما جرى مجراه من الأمور الفظيعة وقول من قال إنهم أخذوا عليا # يقاد بعمامته والناس حوله فأمر بعيد والشيعة تنفرد به على أن جماعة من أهل الحديث قد رووا نحوه وسنذكر ذلك.