ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر
  وأما باقي الأخبار فالمراد بالملك فيها الأخبار عن صحة ظنه وصدق فراسته وهو كلام يجري مجرى المثل فلا يقدح فيه ما ذكروه.
  وأما قوله ÷ لو نزل إلى الأرض عذاب لما نجا منه إلا عمر فهو كلام قاله عقيب أخذ الفدية من أسارى بدر فإن عمر لم يشر عليه ونهاه عنه فأنزل الله تعالى {لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ٦٨}[الأنفال: ٦٨] وإذا كان القرآن قد نطق بذلك وشهد لم يلتفت إلى طعن من طعن في الخبر.
  وأما قوله # سراج أهل الجنة عمر فمعناه سراج القوم الذين يستحقون الجنة من أهل الدنيا أيام كونهم في الدنيا مع عمر أي يستضيئون بعلمه كما يستضاء بالسراج.
  وأما حديث منع الشاعر فإن رسول الله ÷ خاف أن يذكر في شعره ما يقتضي الإنكار فيعنف به عمر وكان شديد الغلظة فأراد النبي ÷ أن ينكر هو على الشاعر أن قال في شعره ما يقتضي ذلك على وجه اللطف والرفق وكان # رءوفا رحيما كما قال الله تعالى.
  وأما حديث الرجحان فالمراد به الفتوح وملك البلاد وتأويله أنه # أري في منامه ما يدل على أنه يفتح الله عليه بلادا وعلى أبي بكر مثله ويفتح على عمر أضعاف ذلك وهكذا وقع.
  واعلم أن من تصدى للعيب وجده ومن قصر همته على الطعن على الناس انفتحت