ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر
  فقالت له أخته إنك رجس وإن هذا الكتاب لا يمسه إلا المطهرون فقم فتوضأ فقام فأصاب ماء ثم أخذ الكتاب فقرأ طه ما {أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى ٢ إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى ٣}[طه: ٢ - ٣] إلى قوله {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ١٤}[طه: ١٤] فقال عمر دلوني على محمد فلما سمع خباب قول عمر ورأى منه الرقة خرج من البيت فقال أبشر يا عمر فإني لأرجو أن تكون دعوة رسول الله ÷ ليلة الخميس لك سمعته يقول اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب أو بعمرو بن هشام قال ورسول الله ÷ في الدار التي في أصل الصفا فانطلق عمر حتى أتى الدار وعلى الباب حمزة بن عبد المطلب وطلحة بن عبيد الله وناس من أهل رسول الله ÷ فلما رأى الناس عمر قد أقبل كأنهم وجدوا وقالوا قد جاء عمر فقال حمزة قد جاء عمر فإن يرد الله به خيرا يسلم وإن يرد غير ذلك كان قتله علينا هينا قال والنبي ÷ من داخل البيت يوحى إليه فسمع رسول الله ÷ كلام القوم فخرج مسرعا حتى انتهى إلى عمر فأخذ بمجامع ثوبه وحمائل سيفه وقال ما أنت منتهيا يا عمر حتى ينزل الله بك يعني من الخزي والنكال ما أنزل بالوليد بن المغيرة ثم قال اللهم هذا عمر اللهم أعز الإسلام بعمر فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله فكبر أهل الدار ومن كان على الباب تكبيرة سمعها من كان في المسجد من المشركين.
  وقد روي أن عمر كان موعودا ومبشرا بما وصل إليه من قبل أن يظهر أمر الإسلام قرأت في كتاب من تصانيف أبي أحمد العسكري | أن عمر خرج عسيفا مع الوليد بن المغيرة إلى الشام في تجارة للوليد وعمر يومئذ ابن ثماني عشرة سنة فكان يرعى