كل بدعة ضلالة وكل ضلالة
  قال قدامة | فأما ما فعله رسول الله ÷ من تصييره خيبر غنيمة فإنه # اتبع فيه آية محكمة وهي قوله تعالى {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ}[الأنفال: ٤١] فهذه آية الغنيمة وهي لأهلها دون الناس وبها عمل رسول الله ÷ وأما الآية التي عمل بها عمر وذهب إليها علي # ومعاذ بن جبل فيما أشارا عليه به فهي قوله تعالى {مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ} إلى قوله: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ} ... {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ} ... {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ}[الحشر: ٧ - ١٠] انتهت ألفاظ قدامة.
  وروى محمد بن جرير الطبري في تاريخه أن عمر هم أن يقسم أرض السواد بين الغانمين كما يقسم الغنائم ثم قال فكيف بالآجام ومناقع المياه والغياض والهضب المرتفع والغائط المنخفض وكيف يصنع هؤلاء بالماء وقسمته بينهم أخاف أن يضرب بعضهم وجوه بعض ثم جمع الغانمين فقال لهم ذلك فرضوا أن تقر الأرض حبيسا لهم يولونها من تراضوا عليه ثم يقتسمون غلتها كل عام فقال عمر اللهم إني قد اجتهدت وقد قضيت ما علي اللهم إني أشهدك عليهم فاشهد.
  فأما قول قاضي القضاة إن النبي ÷ جعل لمتولي أمر الأمة ضربا من الاختيار في الغنيمة وما ذكره من الفرق بين الرجال والأموال وما ذكره من أن الغانمين ليسوا مالكي الغنيمة ملكا صريحا وإنما هو ضرب من الاختصاص فكله جيد لا كلام عليه ولم يعترضه المرتضى بشيء ولا تعرض له.
  وأما قول قاضي القضاة إنه روي أن عمر فعل ما فعل برضا الغانمين وبأن عوضهم