شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

225 - ومن خطبة له #

صفحة 6 - الجزء 13

  وَ أَصْبَحَتْ مَسَاكِنُهُمْ أَجْدَاثاً وَأَمْوَالُهُمْ مِيرَاثاً لاَ يَعْرِفُونَ مَنْ أَتَاهُمْ وَلاَ يَحْفِلُونَ مَنْ بَكَاهُمْ وَلاَ يُجِيبُونَ مَنْ دَعَاهُمْ فَاحْذَرُوا اَلدُّنْيَا فَإِنَّهَا غَدَّارَةٌ غَرَّارَةٌ خَدُوعٌ مُعْطِيَةٌ مَنُوعٌ مُلْبِسَةٌ نَزُوعٌ لاَ يَدُومُ رَخَاؤُهَا وَلاَ يَنْقَضِي عَنَاؤُهَا وَلاَ يَرْكُدُ بَلاَؤُهَا عتق من كل ملكة هو مثل قوله # التوبة تجب ما قبلها أي كل ذنب موبق يملك الشيطان فاعله ويستحوذ عليه فإن تقوى الله تعتق منه وتكفر عقابه ومثله قوله ونجاة من كل هلكة.

  قوله # والعمل ينفع أي اعملوا في دار التكليف فإن العمل يوم القيامة غير نافع.

  قوله # والحال هادئة أي ساكنة ليس فيها ما في أحوال الموقف من تلك الحركات الفظيعة نحو تطاير الصحف ونطق الجوارح وعنف السياق إلى النار.

  قوله # والأقلام جارية يعني أن التكليف باق وأن الملائكة الحفظة تكتب أعمال العباد بخلاف يوم القيامة فإنه يبطل ذلك ويستغنى عن الحفظة لسقوط التكليف.

  قوله عمرا ناكسا يعني الهرم من قوله تعالى {وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ}⁣[يس: ٦٨] لرجوع الشيخ الهرم إلى مثل حال الصبي الصغير في ضعف العقل والبنية