شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

230 - ومن كلام له #

صفحة 25 - الجزء 13

  المصيبة أيضا الناس حتى استوى الخلائق كلهم فيها فهي مصيبة خاصة بالنسبة وعامة بالنسبة.

  ومثل قوله حتى صرت مسليا عمن سواك قول الشاعر:

  رزئنا أبا عمر ولا حي مثله ... فلله در الحادثات بمن تقع

  فإن تك قد فارقتنا وتركتنا ... ذوي خلة ما في انسداد لها طمع

  لقد جر نفعا فقدنا لك أننا ... أمنا على كل الرزايا من الجزع

  وقال آخر:

  أقول للموت حين نازله ... والموت مقدامة على البهم

  أظفر بمن شئت إذ ظفرت به ... ما بعد يحيى للموت من ألم

  ولي في هذا المعنى كتبته إلى صديق غاب عني من جملة أبيات:

  وقد كنت أخشى من خطوب غوائل ... فلما نأى عني أمنت من الحذر

  فأعجب لجسم عاش بعد حياته ... وأعجب لنفع حاصل جره ضرر

  وقال إسحاق بن خلف يرثي بنتا له:

  أمست أميمة معمورا بها الرجم ... لقا صعيد عليها الترب مرتكم

  يا شقة النفس إن النفس والهة ... حرى عليك وإن الدمع منسجم

  قد كنت أخشى عليها أن تقدمني ... إلى الحمام فيبدي وجهها العدم

  فالآن نمت فلا هم يؤرقني ... تهدا العيون إذا ما أودت الحرم