شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

ذكر طرف من سيرة النبي # عند موته

صفحة 27 - الجزء 13

ذكر طرف من سيرة النبي # عند موته

  فأما وفاة رسول الله ÷ وما ذكره أرباب السيرة فيها فقد ذكرنا طرفا منه فيما تقدم ونذكر هاهنا طرفا آخر مما أورده أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في تاريخه.

  قال أبو جعفر روى أبو مويهبة مولى رسول الله ÷ قال أرسل إلي رسول الله ÷ في جوف الليل فقال يا أبا مويهبة إني قد أمرت أن أستغفر لأهل البقيع فانطلق معي فانطلقت معه فلما وقف بين أظهرهم قال السلام عليكم يا أهل المقابر ليهن لكم ما أصبحتم فيه مما أصبح الناس فيه أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أولها الآخرة شر من الأولى ثم أقبل علي فقال يا أبا مويهبة إني قد أوهبت مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها والجنة فخيرت بينها وبين الجنة فاخترت الجنة فقلت بأبي أنت وأمي فخذ مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها والجنة جميعا فقال لا يا أبا مويهبة اخترت لقاء ربي ثم استغفر لأهل البقيع وانصرف فبدأ بوجعه الذي قبضه الله فيه وروى محمد بن مسلم بن شهاب الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عائشة قالت رجع رسول الله ÷ تلك الليلة من البقيع فوجدني وأنا أجد صداعا في رأسي وأقول وا رأساه فقال بل أنا وا رأساه ثم قال ما ضرك لو مت قبلي فقمت عليك فكفنتك وصليت عليك ودفنتك فقلت والله لكأني