231 - ومن خطبة له #
  في العقل بريئة من المادة والمراد بتلقيه سبحانه هاهنا تلقي صفاته لا تلقي ذاته تعالى لأن ذاته تعالى لا تتصورها العقول وسيأتي إيضاح أن هذا مذهبه #.
  ثم قال وتشهد له المرائي لا بمحاضرة المرائي جمع مرئي وهو الشيء المدرك بالبصر يقول المرئيات تشهد بوجود الباري لأنه لو لا وجوده لما وجدت ولو لم توجد لم تكن مرئيات وهي شاهدة بوجوده لا كشهادتها بوجود الأبصار لأنها شهدت بوجود الأبصار لحضورها فيها وأما شهادتها بوجود الباري فليست بهذه الطريق بل بما ذكرناه والأولى أن يكون المرائي هاهنا جمع مرآة بفتح الميم من قولهم هو حسن في مرآة عيني يقول إن جنس الرؤية يشهد بوجود الباري من غير محاضرة منه للحواس.
  قوله # لم تحط به الأوهام إلى قوله # وإليها حاكمها هذا الكلام دقيق ولطيف والأوهام هاهنا هي العقول يقول إنه سبحانه لم تحط به العقول أي لم تتصور كنه ذاته ولكنه تجلى للعقول بالعقول وتجليه هاهنا هو كشف ما يمكن أن تصل إليه العقول من صفاته الإضافية والسلبية لا غير وكشف ما يمكن أن تصل إليه العقول من أسرار مخلوقاته فأما غير ذلك فلا وذلك لأن البحث النظري قد دل على أنا لم نعلم منه سبحانه إلا الإضافة والسلب أما الإضافة فكقولنا عالم قادر وأما السلب فكقولنا ليس بجسم ولا عرض ولا يرى فأما حقيقة الذات المقدسة المخصوصة من حيث هي هي فإن العقل لا يتصورها وهذا مذهب الحكماء وبعض المتكلمين من أصحابنا ومن غيرهم.
  ثم قال وبالعقول امتنع من العقول أي وبالعقول وبالنظر علمنا أنه تعالى يمتنع أن تدركه العقول.
  ثم قال وإلى العقول حكم العقول أي جعل العقول المدعية أنها أحاطت