شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

من أشعار الشارح في المناجاة

صفحة 51 - الجزء 13

  ومما قلته أيضا في قصور العقل عن معرفته سبحانه وتعالى:

  فيك يا أعجوبة الكون ... غدا الفكر كليلا

  أنت حيرت ذوي اللب ... وبلبلت العقولا

  كلما أقدم فكري ... فيك شبرا فر ميلا

  ناكصا يخبط في عمياء ... لا يهدى السبيلا

  ولي في هذا المعنى:

  فيك يا أغلوطة الفكر ... تاه عقلي وانقضى عمري

  سافرت فيك العقول فما ... ربحت إلا أذى السفر

  رجعت حسرى وما وقفت ... لا على عين ولا أثر

  فلحى الله الألى زعموا ... أنك المعلوم بالنظر

  كذبوا إن الذي طلبوا ... خارج عن قوة البشر

  وقلت أيضا في المعنى:

  أفنيت خمسين عاما معملا نظري ... فيه فلم أدر ما آتي وما أذر

  من كان فوق عقول القائسين فما ... ذا يدرك الفكر أو ما يبلغ النظر

  ولي أيضا:

  حبيبي أنت لا زيد وعمرو ... وإن حيرتني وفتنت ديني

  طلبتك جاهدا خمسين عاما ... فلم أحصل على برد اليقين