شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

من أشعار الشارح في المناجاة

صفحة 54 - الجزء 13

  وقيل لمن قال اختيارا فما الذي ... دعاه إلى أن دار ركضا فأوشكا

  فقالوا لوضع حادث يستجده ... يعاقب منه مطلبا ثم متركا

  فقيل لهم هذا الجنون بعينه ... ولو رامه منا امرؤ كان أعفكا

  ولو أن إنسانا غدا ليس قصده ... سوى الوضع واستخراجه عد مضحكا

  ولي أيضا في الرد على من زعم أن النبي ÷ رأى الله سبحانه بالعين وهو الذي أنكرته عائشة والعجب لقوم من أرباب النظر جهلوا ما أدركته امرأة من نساء العرب:

  عجبت لقوم يزعمون نبيهم ... رأى ربه بالعين تبا لهم تبا

  وهل تدرك الأبصار غير مكيف ... وكيف تبيح العين ما يمنع القلبا

  إذا كان طرف القلب عن كنهه نبا ... حسيرا فطرف العين عن كنهه أنبى

  والمقطعات التي نظمتها في إجلال الباري سبحانه عن أن تحيط به العقول كثيرة موجودة في كتبي ومصنفاتي فلتلمح من مظانها وغرضنا بإيراد بعضها أن لها هنا تشييدا لما قاله أمير المؤمنين # علي في هذا الباب.

  قوله # ليس بذي كبر إلى قوله وعظم سلطانا معناه أنه تعالى يطلق عليه من أسمائه الكبير والعظيم وقد ورد بهما القرآن العزيز وليس المراد بهما ما يستعمله الجمهور من قولهم هذا الجسم أعظم وأكبر مقدارا من هذا الجسم بل المراد عظم شأنه وجلالة سلطانه.

  والفلج النصرة وأصله سكون العين وإنما حركه ليوازن بين الألفاظ وذلك