شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

233 - ومن خطبة له # تختص بذكر الملاحم

صفحة 96 - الجزء 13

  الإمامية تقول هذه العدة هم الأئمة الأحد عشر من ولده # وغيرهم يقول إنه عنى الأبدال الذين هم أولياء الله في الأرض وقد تقدم منا ذكر القطب والأبدال وأوضحنا ذلك إيضاحا جليا.

  قوله # أسماؤهم في السماء معروفة أي تعرفها الملائكة المعصومون أعلمهم الله تعالى بأسمائهم.

  وفي الأرض مجهولة أي عند الأكثرين لاستيلاء الضلال على أكثر البشر.

  ثم خرج إلى مخاطبة أصحابه على عادته في ذكر الملاحم والفتن الكائنة في آخر زمان الدنيا فقال لهم توقعوا ما يكون من إدبار أموركم وانقطاع وصلكم جمع وصلة.

  واستعمال صغاركم أي يتقدم الصغار على الكبار وهو من علامات الساعة.

  قال ذاك حيث يكون احتمال ضربة السيف على المؤمن أقل مشقة من احتمال المشقة في اكتساب درهم حلال وذلك لأن المكاسب تكون قد فسدت واختلطت وغلب الحرام الحلال فيها.

  قوله ذاك حيث يكون المعطى أعظم أجرا من المعطي معناه أن أكثر من يعطي ويتصدق في ذلك الزمان يكون ماله حراما فلا أجر له في التصدق به ثم أكثرهم يقصد الرياء والسمعة بالصدقة أو لهوى نفسه أو لخطرة من خطراته ولا يفعل الحسن لأنه حسن ولا الواجب لوجوبه فتكون اليد السفلى خيرا من اليد العليا عكس ما ورد في الأثر وأما المعطى فإنه يكون فقيرا ذا عيال لا يلزمه أن يبحث عن المال أحرام هو أم حلال فإذا أخذه ليسد به خلته ويصرفه في قوت عياله كان أعظم أجرا ممن أعطاه.