شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

233 - ومن خطبة له # تختص بذكر الملاحم

صفحة 97 - الجزء 13

  وقد خطر لي فيه معنى آخر وهو أن صاحب المال الحرام إنما يصرفه في أكثر الأحوال وأغلبها في الفساد وارتكاب المحظور كما

  قال من اكتسب مالا من نهاوش أذهبه الله في نهابر فإذا أخذه الفقير منه على وجه الصدقة فقد فوت عليه صرفه في تلك القبائح والمحضورات التي كان بعرضته صرف ذلك القدر فيها لو لم يأخذه الفقير فإذا قد أحسن الفقير إليه بكفه عن ارتكاب القبيح ومن العصمة ألا يقدر فكان المعطى أعظم أجرا من المعطي.

  قوله # ذاك حيث تسكرون من غير شراب بل من النعمة بفتح النون وهي غضارة العيش وقد قيل في المثل سكر الهوى أشد من سكر الخمر.

  قال تحلفون من غير اضطرار أي تتهاونون باليمين وبذكر الله ø.

  قال وتكذبون من غير إحراج أي يصير الكذب لكم عادة ودربة لا تفعلونه لأن آخر منكم قد أحرجكم واضطركم بالغيظ إلى الحلف وروي من غير إحواج بالواو أي من غير أن يحوجكم إليه أحد قال ذلك إذا عضكم البلاء كما يعض القتب غارب البعير هذا الكلام غير متصل بما قبله وهذه عادة الرضي | يلتقط الكلام التقاطا ولا يتلو بعضه بعضا وقد ذكرنا هذه الخطبة أو أكثرها فيما تقدم من الأجزاء الأول وقبل هذا الكلام ذكر ما يناله شيعته من البؤس والقنوط ومشقة انتظار الفرج.

  قوله # ما أطول هذا العناء وأبعد هذا الرجاء هذا حكاية كلام شيعته وأصحابه.