234 - ومن خطبة له #
  أعورتم أي انكشفتم وبدت عوراتكم وهي المقاتل تقول أعور الفارس إذا بدت مقاتله وأعورك الصيد إذا أمكنك منه.
  قوله # أوحشوا ما كانوا يوطنون أي أوطنوا قبورهم التي كانوا يوحشونها.
  قوله # واشتغلوا بما فارقوا أي اشتغلوا وهم في القبور بما فارقوه من الأموال والقينات لأنها أذى وعقاب عليهم في قبورهم ولولاها لكانوا في راحة ويجوز أن يكون حكاية حالهم وهم بعد في الدنيا أي اشتغلوا أيام حياتهم من الأموال والمنازل بما فارقوه وأضاعوا من أمر آخرتهم ما انتقلوا إليه.
  ثم ذكر أنهم لا يستطيعون فعل حسنة ولا توبة من قبيح لأن التكليف سقط والمنازل التي أمروا بعمارتها والمقابر وعمارتها الأعمال الصالحة وقوله # إن غدا من اليوم قريب كلام يجري مجرى المثل قال غد ما غد ما أقرب اليوم من غد والأصل فيه قول الله تعالى {إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ ٨١}[هود: ٨١].
  و قوله # ما أسرع الساعات في اليوم إلى آخر الفصل كلام شريف وجيز بالغ في معناه والفصل كله نادر لا نظير له