قصة وقعت لأحد الوعاظ ببغداد
  {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى ٢ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ٣ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ٤}[النجم: ٢ - ٤] وكذلك علي بن أبي طالب كثير في الأسماء ولكن ليس فيهم من قال له صاحب الشريعة أنت مني بمنزلة هرون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي:
  وقد تلتقي الأسماء في الناس والكنى ... كثيرا ولكن ميزوا في الخلائق
  فالتفت إليه الواعظ ليكلمه فصاح عليه القائم من الجانب الأيسر وقال يا سيدي فلان الدين حقك تجهله أنت معذور في كونك لا تعرفه:
  وإذا خفيت على الغبي فعاذر ... ألا تراني مقلة عمياء
  فاضطرب المجلس وماج كما يموج البحر وافتتن الناس وتواثبت العامة بعضها إلى بعض وتكشفت الرءوس ومزقت الثياب ونزل الواعظ واحتمل حتى أدخل دارا أغلق عليه بابها وحضر أعوان السلطان فسكنوا الفتنة وصرفوا الناس إلى منازلهم وأشغالهم وأنفذ الناصر لدين الله في آخر نهار ذلك اليوم فأخذ أحمد بن عبد العزيز الكزي والرجلين اللذين قاما معه فحبسهم أياما لتطفأ نائرة الفتنة ثم أطلقهم