شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

236 - ومن خطبة له #

صفحة 112 - الجزء 13

  وعزيز منصوب لأنه حال من الضمير في أستعينه ويجوز أن يكون حالا من الضمير المجرور في حقوقه وإضافة عزيز إلى الجند إضافة في تقدير الانفصال لا توجب تعريفه ليمتنع من كونه حالا.

  وقاهر أعداءه حاربهم وروي وقهر أعداءه.

  والمعقل ما يعتصم به وذروته أعلاه.

  وامهدوا له اتخذوا مهادا وهو الفراش وهذه استعارة.

  قوله # فإن الغاية القيامة أي فإن منتهى كل البشر إليها ولا بد منها.

  والأرماس جمع رمس وهو القبر والإبلاس مصدر أبلس أي خاب ويئس والإبلاس أيضا الانكسار والحزن.

  واستكاك الأسماع صممها.

  وغم الضريح ضيق القبر وكربه والصفيح الحجر وردمه سده.

  والسنن الطريق والقرن الحبل.

  وأشراط الساعة علاماتها وأزفت قربت وأفراطها جمع فرط وهم المتقدمون السابقون من الموتى ومن روى بإفراطها فهو مصدر أفرط في الشيء أي قربت الساعة بشدة غلوائها وبلوغها غاية الهول والفظاعة ويجوز أن تفسر الرواية الأولى بمقدماتها وما يظهر قبلها من خوارق العادات المزعجة كالدجال ودابة الأرض ونحوهما ويرجع ذلك إلى اللفظة الأولى وهي أشراطها وإنما يختلف اللفظ.

  والكلاكل جمع كلكل وهو الصدر ويقال للأمر الثقيل قد أناخ عليهم بكلكله أي هدهم ورضهم كما يهد البعير البارك من تحته إذا أنحى عليه بصدره.

  قوله # وانصرفت الدنيا بأهلها أي ولت ويروى وانصرمت أي انقضت.