شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

236 - ومن خطبة له #

صفحة 114 - الجزء 13

  واعلم أن هذه الخطبة من أعيان خطبه # ومن ناصع كلامه ونادره وفيها من صناعة البديع الرائقة المستحسنة البريئة من التكلف ما لا يخفى وقد أخذ ابن نباتة الخطيب كثيرا من ألفاظها فأودعها خطبه مثل قوله شديد كلبها عال لجبها ساطع لهبها متغيظ زفيرها متأجج سعيرها بعيد خمودها ذاك وقودها مخوف وعيدها عم قرارها مظلمة أقطارها حامية قدورها فظيعة أمورها فإن هذه الألفاظ كلها اختطفها وأغار عليها واغتصبها وسمط بها خطبه وشذر بها كلامه.

  ومثل قوله هول المطلع وروعات الفزع واختلاف الأضلاع واستكاك الأسماع وظلمة اللحد وخيفة الوعد وغم الضريح وردم الصفيح فإن هذه الألفاظ أيضا تمضي في أثناء خطبه وفي غضون مواعظه