شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

237 - ومن خطبة له #

صفحة 116 - الجزء 13

  أَيْقِظُوا بِهَا نَوْمَكُمْ وَاِقْطَعُوا بِهَا يَوْمَكُمْ وَأَشْعِرُوهَا قُلُوبَكُمْ وَاِرْحَضُوا بِهَا ذُنُوبَكُمْ وَدَاوُوا بِهَا اَلْأَسْقَامَ وَبَادِرُوا بِهَا اَلْحِمَامَ وَاِعْتَبِرُوا بِمَنْ أَضَاعَهَا وَلاَ يَعْتَبِرَنَّ بِكُمْ مَنْ أَطَاعَهَا أَلاَ فَصُونُوهَا وَتَصَوَّنُوا بِهَا وَكُونُوا عَنِ اَلدُّنْيَا نُزَّاهاً وَإِلَى اَلآْخِرَةِ وُلاَّهاً وَلاَ تَضَعُوا مَنْ رَفَعَتْهُ اَلتَّقْوَى وَلاَ تَرْفَعُوا مَنْ رَفَعَتْهُ اَلدُّنْيَا وَلاَ تَشِيمُوا بَارِقَهَا وَلاَ تَسْمَعُوا نَاطِقَهَا وَلاَ تُجِيبُوا نَاعِقَهَا وَلاَ تَسْتَضِيئُوا بِإِشْرَاقِهَا وَلاَ تُفْتَنُوا بِأَعْلاَقِهَا فَإِنَّ بَرْقَهَا خَالِبٌ وَنُطْقَهَا كَاذِبٌ وَأَمْوَالَهَا مَحْرُوبَةٌ وَأَعْلاَقَهَا مَسْلُوبَةٌ أَلاَ وَهِيَ اَلْمُتَصَدِّيَةُ اَلْعَنُونُ وَاَلْجَامِحَةُ اَلْحَرُونُ وَاَلْمَائِنَةُ اَلْخَئُونُ وَاَلْجَحُودُ اَلْكَنُودُ وَاَلْعَنُودُ اَلصَّدُودُ وَاَلْحَيُودُ اَلْمَيُودُ حَالُهَا اِنْتِقَالٌ وَوَطْأَتُهَا زِلْزَالٌ وَعِزُّهَا ذُلٌّ وَجِدُّهَا هَزْلٌ وَعُلْوُهَا سُفْلٌ دَارُ حَرْبٍ حَرَبٍ وَسَلَبٍ وَنَهْبٍ وَعَطَبٍ أَهْلُهَا عَلَى سَاقٍ وَسِيَاقٍ وَلَحَاقٍ وَفِرَاقٍ قَدْ تَحَيَّرَتْ مَذَاهِبُهَا وَأَعْجَزَتْ مَهَارِبُهَا وَخَابَتْ مَطَالِبُهَا فَأَسْلَمَتْهُمُ اَلْمَعَاقِلُ وَلَفَظَتْهُمُ اَلْمَنَازِلُ وَأَعْيَتْهُمُ اَلْمَحَاوِلُ فَمِنْ نَاجٍ مَعْقُورٍ وَلَحْمٍ مَجْزُورٍ وَشِلْوٍ مَذْبُوحٍ وَدَمٍ مَسْفُوحٍ وَعَاضٍّ عَلَى يَدَيْهِ وَصَافِقٍ بِكَفَّيْهِ وَمُرْتَفِقٍ بِخَدَّيْهِ وَزَارٍ عَلَى رَأْيِهِ وَرَاجِعٍ عَنْ عَزْمِهِ وَقَدْ أَدْبَرَتِ اَلْحِيلَةُ وَأَقْبَلَتِ اَلْغِيلَةُ وَلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ قَدْ فَاتَ مَا فَاتَ وَذَهَبَ مَا ذَهَبَ وَمَضَتِ اَلدُّنْيَا لِحَالِ بَالِهَا {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ ٢٩}⁣[الدخان: ٢٩]