شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

237 - ومن خطبة له #

صفحة 118 - الجزء 13

  قوله # مبدع الخلائق بعلمه ليس يريد أن العلم علة في الإبداع كما تقول هوى الحجر بثقله بل المراد أبدع الخلق وهو عالم كما تقول خرج زيد بسلاحه أي خرج متسلحا فموضع الجار والمجرور على هذا نصب بالحالية وكذلك القول في ومنشئهم بحكمه والحكم هاهنا الحكمة.

  ومنه قوله # إن من الشعر لحكمة.

  قوله بلا اقتداء ولا تعليم ولا احتذاء قد تكرر منه # أمثاله مرارا.

  قوله ولا إصابة خطأ تحته معنى لطيف وذلك لأن المتكلمين يوردون على أنفسهم سؤالا في باب كونه عالما بكل معلوم إذا استدلوا على ذلك فإنه علم بعض الأشياء لا من طريق أصلا لا من إحساس ولا من نظر واستدلال فوجب أن يعلم سائرها لأنه لا مخصص فقالوا لأنفسهم لم زعمتم ذلك ولم لا يجوز أن يكون فعل أفعاله مضطربة فلما أدركها علم كيفية صنعها بطريق كونه مدركا لها فأحكمها بعد اختلالها واضطرابها وأجابوا عن ذلك بأنه لا بد أن يكون قبل أن فعلها عالما بمفرداتها من غير إحساس ويكفي ذلك في كونه عالما بما لم يتطرق إليه ثم يعود الاستدلال المذكور أولا.

  قوله # ولا حضره ملأ الملأ الجماعة من الناس وفيه معنى قوله تعالى {مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ}⁣[الكهف: ٥١].

  قوله يضربون في غمرة أي يسيرون في جهل وضلالة والضرب السير السريع.

  والحين الهلاك والرين الذنب على الذنب حتى يسود القلب وقيل الرين