شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل في ذكر الأسباب التي دعت العرب إلى وأد البنات

صفحة 182 - الجزء 13

  قوله ثم لا جبرائيل ولا ميكائيل ولا مهاجرين الرواية المشهورة هكذا بالنصب وهو جائز على التشبيه بالنكرة كقولهم معضلة ولا أبا حسن لها قال الراجز

  لا هيثم الليلة للمطي

  وقد روي بالرفع في الجميع.

  والمقارعة منصوبة على المصدر وقال الراوندي هي استثناء منقطع والصواب ما ذكرناه وقد روي إلا المقارعة بالرفع تقديره ولا نصير لكم بوجه من الوجوه إلا المقارعة.

  والأمثال التي أشار إليها أمير المؤمنين # هي ما تضمنه القرآن من أيام الله ونقماته على أعدائه وقال تعالى {وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ ٤٥}⁣[إبراهيم: ٤٥].

  و التناهي مصدر تناهى القوم عن كذا أي نهى بعضهم بعضا يقول لعن الله الماضين من قبلكم لأن سفهاءهم ارتكبوا المعصية وحلماءهم لم ينهوهم عنها وهذا من قوله تعالى: {كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ٧٩}⁣[المائدة: ٧٩]، أَلاَ وَقَدْ قَطَعْتُمْ قَيْدَ اَلْإِسْلاَمِ وَعَطَّلْتُمْ حُدُودَهُ وَأَمَتُّمْ أَحْكَامَهُ أَلاَ وَقَدْ أَمَرَنِيَ اَللَّهُ بِقِتَالِ أَهْلِ اَلْبَغْيِ وَاَلنَّكْثِ وَاَلْفَسَادِ فِي اَلْأَرْضِ فَأَمَّا اَلنَّاكِثُونَ فَقَدْ قَاتَلْتُ وَأَمَّا اَلْقَاسِطُونَ فَقَدْ جَاهَدْتُ وَأَمَّا اَلْمَارِقَةُ فَقَدْ دَوَّخْتُ وَأَمَّا شَيْطَانُ اَلرَّدْهَةِ فَقَدْ كُفِيتُهُ بِصَعْقَةٍ سُمِعَتْ لَهَا وَجْبَةُ قَلْبِهِ وَرَجَّةُ صَدْرِهِ