شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل في ذكر الأسباب التي دعت العرب إلى وأد البنات

صفحة 183 - الجزء 13

  وَ بَقِيَتْ بَقِيَّةٌ مِنْ أَهْلِ اَلْبَغْيِ وَلَئِنْ أَذِنَ اَللَّهُ فِي اَلْكَرَّةِ عَلَيْهِمْ لَأُدِيلَنَّ مِنْهُمْ إِلاَّ مَا يَتَشَذَّرُ فِي أَطْرَافِ اَلْبِلاَدِ تَشَذُّراً قد ثبت

  عن النبي ÷ أنه قال له # ستقاتل بعدي الناكثين والقاسطين والمارقين فكان الناكثون أصحاب الجمل لأنهم نكثوا بيعته # وكان القاسطون أهل الشام بصفين وكان المارقون الخوارج في النهروان وفي الفرق الثلاث قال الله تعالى {فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ}⁣[الفتح: ١٠] وقال {وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا ١٥}⁣[الجن: ١٥] وقال النبي ÷ يخرج من ضئضئ هذا قوم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ينظر أحدكم في النصل فلا يجد شيئا فينظر في الفوق فلا يجد شيئا سبق الفرث والدم وهذا الخبر من أعلام نبوته ÷ ومن أخباره المفصلة بالغيوب.

  وأما شيطان الردهة فقد قال قوم إنه ذو الثدية صاحب النهروان ورووا في ذلك خبرا عن النبي ÷ وممن ذكر ذلك واختاره الجوهري صاحب الصحاح وهؤلاء يقولون إن ذا الثدية لم يقتل بسيف ولكن الله رماه يوم النهروان بصاعقة وإليها أشار # بقوله فقد كفيته بصعقة سمعت لها وجبة