استدلال قاضي القضاة على إمامة أبي بكر ورد المرتضى عليه
  قلبه وقال قوم شيطان الردهة أحد الأبالسة المردة من أعوان عدو الله إبليس ورووا في ذلك خبرا عن النبي ÷ وأنه كان يتعوذ منه والردهة شبه نقرة في الجبل يجتمع فيها الماء وهذا مثل قوله # هذا أزب العقبة أي شيطانها ولعل أزب العقبة هو شيطان الردهة بعينه فتارة يرد بهذا اللفظ وتارة يرد بذلك اللفظ وقال قوم شيطان الردهة مارد يتصور في صورة حية ويكون على الردهة وإنما أخذوا هذا من لفظة الشيطان لأن الشيطان الحية ومنه قولهم شيطان الحماطة والحماطة شجرة مخصوصة ويقال إنها كثيرة الحيات.
  قوله ويتشذر في أطراف الأرض يتمزق ويتبدد ومنه قولهم ذهبوا شذر مذر.
  والبقية التي بقيت من أهل البغي معاوية وأصحابه لأنه # لم يكن أتى عليهم بأجمعهم وإنما وقفت الحرب بينه وبينهم بمكيدة التحكيم.
  قوله # ولئن أذن الله في الكرة عليهم أي إن مد لي في العمر لأديلن منهم أي لتكونن الدولة لي عليهم أدلت من فلان أي غلبته وقهرته وصرت ذا دولة عليه
استدلال قاضي القضاة على إمامة أبي بكر ورد المرتضى عليه
  واعلم أن أصحابنا قد استدلوا على صحة إمامة أبي بكر بقوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ