شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

ذكر ما كان من صلة علي برسول الله في صغره

صفحة 200 - الجزء 13

  جاء به وصليت لله معه قال فزعموا أنه قال له أما إنه لا يدعو إلا إلى خير فالزمه.

  وروى الطبري في تاريخه أيضا قال حدثنا أحمد بن الحسين الترمذي قال حدثنا عبد الله بن موسى قال أخبرنا العلاء عن المنهال بن عمر وعن عبد الله بن عبد الله قال سمعت عليا # يقول أنا عبد الله وأخو رسوله وأنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كاذب مفتر صليت قبل الناس بسبع سنين.

  وفي غير رواية الطبري أنا الصديق الأكبر وأنا الفاروق الأول أسلمت قبل إسلام أبي بكر وصليت قبل صلاته بسبع سنين كأنه # لم يرتض أن يذكر عمر ولا رآه أهلا للمقايسة بينه وبينه وذلك لأن إسلام عمر كان متأخرا.

  وروى الفضل بن عباس | قال سألت أبي عن ولد رسول الله ÷ الذكور أيهم كان رسول الله ÷ له أشد حبا فقال علي بن أبي طالب # فقلت له سألتك عن بنيه فقال إنه كان أحب إليه من بنيه جميعا وأرأف ما رأيناه زايله يوما من الدهر منذ كان طفلا إلا أن يكون في سفر لخديجة وما رأينا أبا أبر بابن منه لعلي ولا ابنا أطوع لأب من علي له.

  وروى الحسين بن زيد بن علي بن الحسين # قال سمعت زيدا أبي # يقول كان رسول الله يمضغ اللحمة والتمرة حتى تلين ويجعلهما في فم علي # وهو صغير في حجره وكذلك كان أبي علي بن الحسين # يفعل بي ولقد كان يأخذ الشيء من الورك وهو شديد الحرارة فيبرده في الهواء أو ينفخ عليه حتى يبرد ثم يلقمنيه أفيشفق علي من حرارة لقمة ولا يشفق علي من النار لو كان أخي إماما بالوصية كما يزعم هؤلاء لكان أبي أفضى بذلك إلي ووقاني من حر جهنم.