ذكر حال رسول الله في نشوئه
  رجلان عليهما ثياب بياض فأضجعاه وشقا بطنه فهما يسوطانه قالت فخرجت أنا وأبوه نشتد نحوه فوجدناه قائما ممتقعا وجهه فالتزمته والتزمه أبوه وقلنا ما لك يا بني قال جاءني رجلان عليهما ثياب بيض فأضجعاني ثم شقا بطني فالتمسا فيه شيئا لا أدري ما هو قالت فرجعنا به إلى خبائنا وقال لي أبوه يا حليمة لقد خشيت أن يكون هذا الغلام قد أصيب فألحقيه بأهله قالت فاحتملته حتى قدمت به على أمه فقالت ما أقدمك به يا ظئر وقد كنت حريصة عليه وعلى مكثه عندك فقلت لها قد بلغ الله بابني وقضيت الذي علي وتخوفت عليه الأحداث وأديته إليك كما تحبين قالت أتخوفت عليه الشيطان قلت نعم قالت كلا والله ما للشيطان عليه من سبيل وإن لابني شأنا أفلا أخبرك خبره قلت بلى قالت رأيت حين حملت به أنه خرج مني نور أضاءت له قصور بصرى من الشام ثم حملت به فو الله ما رأيت حملا قط كان أخف ولا أيسر منه ثم وقع حين ولدته وإنه لواضع يديه بالأرض ورافع رأسه إلى السماء دعيه عنك وانطلقي راشدة.
  قال وروى الطبري في تاريخه عن شداد بن أوس قال سمعت رسول الله ÷ يحدث عن نفسه ويذكر ما جرى له وهو طفل في أرض بني سعد بن بكر قال لما ولدت استرضعت في بني سعد فبينا أنا ذات يوم منتبذ من