القول في إسلام أبي بكر وعلي وخصائص كل منهما
  ووقفت إذ جبن المشيع ... وقفة القرن المناجز
  وكذاك أني لم أزل ... متسرعا نحو الهزاهز
  إن الشجاعة في الفتى ... والجود من خير الغرائز
  فلما برز إليه علي أجابه فقال له:
  لا تعجلن فقد أتاك ... مجيب صوتك غير عاجز
  ذو نية وبصيرة ... يرجو الغداة نجاة فائز
  إني لأرجو أن أقيم ... عليك نائحة الجنائز
  من ضربة تفنى ويبقى ... ذكرها عند الهزاهز
  ولعمري لقد سبق الجاحظ بما قاله بعض جهال الأنصار لما رجع رسول الله من بدر وقال فتى من الأنصار شهد معه بدرا إن قتلنا إلا عجائز صلعا فقال له النبي ÷ لا تقل ذلك يا ابن أخ أولئك الملأ.
  قال الجاحظ وقد أكثروا في الوليد بن عتبة بن ربيعة قتيله يوم بدر وما علمنا الوليد حضر حربا قط قبلها ولا ذكر فيها.
  قال شيخنا أبو جعفر | كل من دون أخبار قريش وآثار رجالها وصف الوليد بالشجاعة والبسالة وكان مع شجاعته أنه يصارع الفتيان فيصرعهم وليس لأنه لم يشهد حربا قبلها ما يجب أن يكون بطلا شجاعا فإن عليا # لم يشهد قبل بدر حربا وقد رأى الناس آثاره فيها.