شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

القول في إسلام أبي بكر وعلي وخصائص كل منهما

صفحة 293 - الجزء 13

  قال الجاحظ وقد ثبت أبو بكر مع النبي ÷ يوم أحد كما ثبت علي فلا فخر لأحدهما على صاحبه في ذلك اليوم.

  قال شيخنا أبو جعفر | أما ثباته يوم أحد فأكثر المؤرخين وأرباب السير ينكرونه وجمهورهم يروي أنه لم يبق مع النبي ÷ إلا علي وطلحة والزبير وأبو دجانة وقد روي عن ابن عباس أنه قال ولهم خامس وهو عبد الله بن مسعود ومنهم من أثبت سادسا وهو المقداد بن عمرو وروى يحيى بن سلمة بن كهيل قال قلت لأبي كم ثبت مع رسول الله ÷ يوم أحد فقال اثنان قلت من هما قال علي وأبو دجانة.

  وهب أن أبا بكر ثبت يوم أحد كما يدعيه الجاحظ أيجوز له أن يقول ثبت كما ثبت علي فلا فخر لأحدهما على الآخر وهو يعلم آثار علي # ذلك اليوم وأنه قتل أصحاب الألوية من بني عبد الدار منهم طلحة بن أبي طلحة الذي رأى رسول الله ÷ في منامه أنه مردف كبشا فأوله وقال كبش الكتيبة نقتله فلما قتله علي # مبارزة وهو أول قتيل قتل من المشركين ذلك اليوم كبر رسول الله ÷ وقال هذا كبش الكتيبة.

  وما كان منه من المحاماة عن رسول الله ÷ وقد فر الناس وأسلموه فتصمد له كتيبة من قريش فيقول يا علي اكفني هذه فيحمل عليها فيهزمها ويقتل عميدها حتى سمع المسلمون والمشركون صوتا من قبل السماء.

  لا سيف إلا ذو الفقار ... ولا فتى إلا علي

  وحتى قال النبي ÷ عن جبرائيل ما قال.

  أتكون هذه آثاره وأفعاله ثم يقول الجاحظ لا فخر لأحدهما على صاحبه.