شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

241 - ومن خطبة له #

صفحة 308 - الجزء 13

  والمسيء يرجى أي يرجى عوده وإقلاعه.

  قبل أن يجمد العمل استعارة مليحة لأن الميت يجمد عمله ويقف ويروى يخمد بالخاء من خمدت النار والأول أحسن.

  وينقطع المهل أي العمر الذي أمهلتم فيه.

  وتصعد الملائكة لأن الإنسان عند موته تصعد حفظته إلى السماء لأنه لم يبق لهم شغل في الأرض.

  قوله فأخذ امرؤ ماض يقوم مقام الأمر وقد تقدم شرح ذلك والمعنى أن من يصوم ويصلي فإنما يأخذ بعض قوة نفسه مما يلقى من المشقة لنفسه أي عدة وذخيرة لنفسه يوم القيامة وكذلك من يتصدق فإنه يأخذ من ماله وهو جار مجرى نفسه لنفسه.

  وأخذ من حي لميت أي من حال الحياة لحال الموت ولو قال من ميت لحي كان جيدا أيضا لأن الحي في الدنيا ليس بحي على الحقيقة وإنما الحياة حياة الآخرة كما قال الله تعالى {وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ}⁣[العنكبوت: ٦٤].

  و روي أمسكها بلجامها بغير فاء