242 - ومن خطبة له # في شأن الحكمين وذم أهل الشام
  عن نصرتي ويقول لهم هذه هي الفتنة التي وعدنا بها فقطعوا أوتار قسيكم وشيموا سيوفكم أي أغمدوها فإن كان صادقا فما باله سار إلي وصار معي في الصف وحضر حرب صفين وكثر سواد أهل العراق وإن لم يحارب ولم يسل السيف فإن من حضر في إحدى الجهتين وإن لم يحارب كمن حارب وإن كان كاذبا فيما رواه من خبر الفتنة فقد لزمته التهمة وقبح الاختلاف إليه في الحكومة وهذا يؤكد صحة إحدى الروايتين في أمر أبي موسى فإنه قد اختلفت الرواية هل حضر حرب صفين مع أهل العراق أم لا فمن قال حضر قال حضر ولم يحارب وما طلبه اليمانيون من أصحاب علي # ليجعلوه حكما كالأشعث بن قيس وغيره إلا وهو حاضر معهم في الصف ولم يكن منهم على مسافة ولو كان على مسافة لما طلبوه ولكان لهم فيمن حضر غناء عنه ولو كان على مسافة لما وافق علي # على تحكيمه ولا كان علي # ممن يحكم من لم يحضر معه.
  وقال الأكثرون إنه كان معتزلا للحرب بعيدا عن أهل العراق وأهل الشام.
  فإن قلت فلم لا يحمل قوله # فإن كان صادقا فقد أخطأ بسيره غير مستكره على مسيره إلى أمير المؤمنين # وأهل العراق حيث طلبوه ليفوضوا إليه أمر الحكومة قلت لو حملنا كلامه # على هذا لم يكن لازما لأبي موسى وكان الجواب عنه هينا وذلك لأن أبا موسى يقول إنما أنكرت الحرب وما سرت لأحارب ولا لأشهد الحرب ولا أغري بالحرب وإنما سرت للإصلاح بين الناس وإطفاء نائرة الفتنة فليس يناقض ذلك ما رويته عن الرسول من خبر الفتنة ولا ما قلته في الكوفة في واقعة الجمل قطعوا أوتار قسيكم.