شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل في نسب عائشة وأخبارها

صفحة 23 - الجزء 14

  وروي أن النبي ÷ قال فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على الطعام وأصحابنا يحملون لفظة النساء في هذا الخبر على زوجاته لأن فاطمة # عندهم أفضل منها

  لقوله ÷ إنها سيدة نساء العالمين.

  وقذفت بصفوان بن المعطل السلمي في سنة ست منصرف رسول الله ÷ من غزاة بني المصطلق وكانت معه فقال فيها أهل الإفك ما قالوا ونزل القرآن ببراءتها.

  وقوم من الشيعة زعموا أن الآيات التي في سورة النور لم تنزل فيها وإنما أنزلت في مارية القبطية وما قذفت به مع الأسود القبطي وجحدهم لإنزال ذلك في عائشة جحد لما يعلم ضرورة من الأخبار المتواترة ثم كان من أمرها وأمر حفصة وما جرى لهما مع رسول الله ÷ في الأمر الذي أسره على إحداهما ما قد نطق الكتاب العزيز به واعتزل رسول الله ÷ نساءه كلهن واعتزلهما معهن ثم صالحهن وطلق حفصة ثم راجعها وجرت بين عائشة وفاطمة إبلاغات وحديث يوغر الصدور فتولد بين عائشة وبين علي # نوع ضغينة وانضم إلى ذلك إشارته على رسول الله ÷ في قصة الإفك بضرب الجارية وتقريرها وقوله إن النساء كثير.

  ثم جرى حديث صلاة أبي بكر بالناس فتزعم الشيعة أن رسول الله ÷ لم يأمر بذلك وأنه إنما صلى بالناس عن أمر عائشة ابنته وأن رسول الله ÷ خرج متحاملا وهو مثقل فنحاه عن المحراب وزعم معظم المحدثين أن ذلك كان عن أمر رسول الله ÷ وقوله ثم اختلفوا فمنهم من قال نحاه وصلى هو بالناس ومنهم من قال بل ائتم بأبي بكر كسائر الناس ومنهم