شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

نسب شريح وذكر بعض أخباره

صفحة 29 - الجزء 14

  العمل فأعفاه فلزم منزله إلى أن مات وعمر عمرا طويلا قيل إنه عاش مائة سنة وثمانيا وستين وقيل مائة سنة وتوفي سنة سبع وثمانين.

  وكان خفيف الروح مزاحا فقدم إليه رجلان فأقر أحدهما بما ادعى به خصمه وهو لا يعلم فقضى عليه فقال لشريح من شهد عندك بهذا قال ابن أخت خالك وقيل إنه جاءته امرأته تبكي وتتظلم على خصمها فما رق لها حتى قال له إنسان كان بحضرته ألا تنظر أيها القاضي إلى بكائها فقال إن إخوة يوسف جاءوا أباهم عشاء يبكون.

  وأقر علي # شريحا على القضاء مع مخالفته له في مسائل كثيرة من الفقه مذكورة في كتب الفقهاء.

  واستأذنه شريح وغيره من قضاة عثمان في القضاء أول ما وقعت الفرقة فقال اقضوا كما كنتم تقضون حتى تكون للناس جماعة أو أموت كما مات أصحابي.

  وسخط علي # مرة عليه فطرده عن الكوفة ولم يعزله عن القضاء وأمره بالمقام ببانقيا وكانت قرية قريبة من الكوفة أكثر ساكنها اليهود فأقام بها مدة حتى رضي عنه وأعاده إلى الكوفة.

  وقال أبو عمر بن عبد البر في كتاب الإستيعاب أدرك شريح الجاهلية ولا يعد من الصحابة بل من التابعين وكان شاعرا محسنا وكان سناطا لا شعر في وجهه قوله # وخطة الهالكين بكسر الخاء وهي الأرض التي يختطها الإنسان