شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

جرير بن عبد الله البجلي عند معاوية

صفحة 40 - الجزء 14

  من معاوية بن أبي سفيان إلى علي بن أبي طالب ودفعهما إلي لا أعلم ما فيهما ولا أظنهما إلا جوابا وبعث معي رجلا من بني عبس لا أدري ما معه فخرجنا حتى قدمنا إلى الكوفة واجتمع الناس في المسجد لا يشكون أنها بيعة أهل الشام فلما فتح علي # الكتاب لم يجد شيئا وقام العبسي فقال من هاهنا من أحياء قيس وأخص من قيس غطفان وأخص من غطفان عبسا إني أحلف بالله لقد تركت تحت قميص عثمان أكثر من خمسين ألف شيخ خاضبي لحاهم بدموع أعينهم متعاقدين متحالفين ليقتلن قتلته في البر والبحر وإني أحلف بالله ليقتحمنها عليكم ابن أبي سفيان بأكثر من أربعين ألفا من خصيان الخيل فما ظنكم بعد بما فيها من الفحول ثم دفع إلى علي # كتابا من معاوية ففتحه فوجد فيه

  أتاني أمر فيه للنفس غمة ... وفيه اجتداع للأنوف أصيل

  مصاب أمير المؤمنين وهده ... تكاد لها صم الجبال تزول

  وقد ذكرنا هذا الشعر فيما تقدم