شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

7 - ومن كتاب منه # إليه أيضا

صفحة 42 - الجزء 14

  وخبط البعير فهو خابط إذا مشى ضالا فحبط بيديه كل ما يلقاه ولا يتوقى شيئا.

  وهذا الكتاب كتبه علي # جوابا عن كتاب كتبه معاوية إليه في أثناء حرب صفين بل في أواخرها وكان كتاب معاوية من عبد الله معاوية بن أبي سفيان إلى علي بن أبي طالب أما بعد فإن الله تعالى يقول في محكم كتابه {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ٦٥}⁣[الزمر: ٦٥] وإني أحذرك الله أن تحبط عملك وسابقتك بشق عصا هذه الأمة وتفريق جماعتها فاتق الله واذكر موقف القيامة وأقلع عما أسرفت فيه من الخوض في دماء المسلمين وإني سمعت رسول الله ÷ يقول لو تمالأ أهل صنعاء وعدن على قتل رجل واحد من المسلمين لأكبهم الله على مناخرهم في النار فكيف يكون حال من قتل أعلام المسلمين وسادات المهاجرين بله ما طحنت رحى حربه من أهل القرآن وذي العبادة والإيمان من شيخ كبير وشاب غرير كلهم بالله تعالى مؤمن وله مخلص وبرسوله مقر عارف فإن كنت أبا حسن إنما تحارب على الإمرة والخلافة فلعمري لو صحت خلافتك لكنت قريبا من أن تعذر في حرب المسلمين ولكنها ما صحت لك أنى بصحتها وأهل الشام لم يدخلوا فيها ولم يرتضوا بها وخف الله وسطواته واتق بأسه ونكاله وأغمد سيفك عن الناس فقد والله أكلتهم الحرب فلم يبق منهم إلا كالثمد في قرارة الغدير والله المستعان.

  فكتب علي # إليه جوابا عن كتابه